منتديات جرآح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


حيث المتعة والإفادة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شكراً أيتها المصادفة.. رواية الإقامة والهجرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Rْomّaًntِic4Evًer

Rْomّaًntِic4Evًer


عدد المساهمات : 60
تاريخ التسجيل : 21/02/2010
العمر : 33
الموقع : www.Eminem.com

شكراً أيتها المصادفة.. رواية الإقامة والهجرة Empty
مُساهمةموضوع: شكراً أيتها المصادفة.. رواية الإقامة والهجرة   شكراً أيتها المصادفة.. رواية الإقامة والهجرة Emptyالثلاثاء فبراير 23, 2010 5:55 pm

هي رواية ُالكاتبة العراقية فاطمة الحسّاني يدورأغلبُ أحداثها في السويد ودولة الإمارات التي لم يأتِ ذكرها مباشرة، لكنّ القاريء يستطيعُ أن يحدسَ ويُخمّن ذلك. روانُ فتاة عراقية هاجرت الي هذا البلد فوجدت وطناً ثانياً، فاستغرقت في العمل، لكنها كانت قلقة خائفة علي مصيرها ومستقبلها، وتعرّفت علي رجل سويدي أكبر منها سناً يعمل في أحدي المؤسسات، وتزوجته، وانتقلت معه الي السويد فوجدت ثمةَ الأمان والعيش الكريم، وانجبت ثلاثة أولاد، ولدين ذكرين وبنتاً. بسمان ابنها البكر، كان يتقن العربية وتثقف وتشبع بحبّ وطنه ووطن اُمه وحبّ دولة الإمارات التي انطلقت منها أمه الي منفاها الجميل، لذلك فضّل أن يعمل في هذا البلد الخليجي الذي أوي أمّه في زمن العسر واليباب، وحين جاءها حظيَ بمحبة أهلها ومَنْ معه في المؤسسة التي عمل فيها وأحبّهم، وتشاءُ المصادفة أن يتعرّف علي طبيبة عراقية تعمل في احد المستشفيات، وهام بها وتزوّجها بعد أخذٍ وردّ، كانت مثل أمه تركت الوطن مع أبيها واُمها الطبيبين، بينما كان أخواها مهاجرين يعملان طبيبين في بريطانيا، في الرواية التي تتشظي الي مشاهدَ وصورٍلقطاتٌ عن دولة الإمارات، وطيبة أهلها، وما لقيه ثمة َ من ترحاب وتقدير، لم يكن بودّه أن يفارق هذا البلد الذي غدا جوهرةً يُرصّع حواشي الخليج، وهو السويدي المولد والجنسية، لقد تركوا ورسّخوا فيه عاداتٍ وتقاليدَ كريمةً سيحتفظ بها، بهره العمران ومستوي المعيشة الأعلي علي ساحة الأرض العربية، والتماسكُ الأجتماعي، والشمسُ التي يفتقدها شتاءُ بلده وزمهريرُه. ليس من السهل تلخيصُ الرواية الا أنني سأجتابُ عوالمها لأتعرّف أنساق تناميها السردي والدرامي، لفاطمة الحسّاني ثلاثُ روايات : مثلثٌ بلا أضلاع، الترابُ لا يتشابهُ، دمعةٌ لا تُطفيءُ الضوء، ومجموعة قصصية هي: المدي الاُرجوان .
قسّمت الحسّاني فضاء روايتها الي عدد من اللوحات، لكلّ منها مكانٌ وزمانٌ، في اللوحة الاُولي روان العراقية الهاربة من جحيم بلدها وحيدةٌ بلا أمل، بلا مستقبل، لا تدري متي يستغنون عن وظيفتها، يتناهبها القلق علي مصيرها ومصير أهلها في العراق الذي تتصاعد فيه حلقاتُ العنفِ والفوضي، لكنّ مصادفة عابرة تجيئها مثل نسمة فتغيّر مسار حياتها، إذ تلتقي رجلاً سويديّاً مسناً فيقبل الزواج منها، من هنا يضيءُ الأمل في رُوعها، وتضاءُ جنبات حياتها وتتغيّرُ.اذاً هي مغامرة، وكلّ مغامرة تُفضي الي نتيجة، وكانت في صالح روان.
في اللوحة الثانية حياة ٌ رخية سلسة نتيجتها ثلاثة أولاد، ثمّ يموت أرك زوجها السويدي. الا أنها الآن مستقرة قوية لها عملٌ وقد ولجت المجتمع السويدي وأمّنت مستقبلها مع أولادها الثلاثة.
اللوحةُ الثالثة خطوة ٌ اُخري تجاه مستقبل أكثر انفتاحاً وغنيً، تتعرّف خلاله بـ (خصيب) الكاتب العراقي الذي تلتقي هواجسه ومشاعره وثقافته بالتي تسكن حياة روان فيتزوجان. إنّه زوجٌ يستجيب لكلّ ما في دخيلتها، ويلبّي طموحاتها، وتنجبُ منه ولداً أسمياه ثروان، اذاً سيزدحم البيتُ بقامات الأبناء: بسمان، زهوان سوزانا، أولادها من أرك، وكذا بولدهما الجديد. أما لندا ابنة أرك من زوجته السويدية، فتعيش مع زوجها، لكنها علي صلة وثيقة بهم، تزورهم دوماً وتُعني بهم، وهم يُبادلونها بالمثل.
أمّا اللوحةُ الرابعة، فأكثر درامية ورومانطيقية من سواها، استغرقت أغلبَ مساحة المتن الروائي، ثمةّ يتعرّف علي سُري الطبيبة في أحد المشافي، وتنعقد بينهما أصرة الحب التي تُفضي الي الزواج، كما أنّ ذي اللوحة َ تتشظي بينه وبين سُري. ثمّ مع والديها، ثم الي الدانمارك حيثّ يهجع أحدُ أخوَيْها في أحد المستشفيات، فتقوم روان وزوجها خصيب بزيارته لتتسع العلاقات وتتعمّق. وحين ينهي بسمان عمله في دولة الإمارات يعودُ الي بلده ثمّ تلحقُ به زوجته سري.كما أن بعض اللوحات تلد لوحات فرعية، في العراق آناً، وآناً آخر في عمّان، لكنّ العراق نخلاً وأنهاراً ومدائنَ وأناساً، وذكريات تظل هاجس الرواية، قبل الإحتلال وبعده. وكأني بالوجع العراقي جرحٌ في أجسأد العراقيين أينَما حلواّ وارتحلوا، في الرواية بشرٌ آخرون يكملون بعضهم بعضاً، الا أنّ الحسّاني لم تعطهم مساحة مثلما أعطتها ل"روان وسُري وبسمان وخصيب" لكنهم ظلوا اُلي ثقل في المتن الروائي، وربّما كان لبعضهم إيقاعٌ درامي لا يقل عن فاعلية الأبطال الرئيسيين، كما كان كتابُ خصيب" عالمٌ يحكمه الشعراء" شخصية اُخري تنضم الي الآخرين لما أثاره من جدل علي القاريء والسلطة الحاكمة .
ليس في وسعي أن أفي الرواية حقها بهذه السهولة، انها عالم مترامي الجنبات توميء وتشير في آنٍ معاً الي معاناة العراقي في غربته الأبدية المجهولة. وما يحمله من جراح لا يستطيع المنفي شفاءها. فأهل العراق غرباء في الوطن وخارج الوطن، مذ بدأت الأنقلابات العسكرية اللعينة تتري وتتعاقب، و كان العراقُ أثناءها ينزفُ خيرة أبنائه منذ طوفان عام 1958حتي يومنا هذا. ومهما يكتبُ الروائيون والشعراء وكتّاب المسرح، فانّ إبداعهم ليعجز'عن رصد ما يجري علي أرض الواقع، وما يتصدّي لأبناء الوطن من تصفيات جسدية وملاحقات وسجن وجور وهجرة نحو المنافي. وقد يطرح الظرف السياسي أحياناً أسئلةٌ عصيةٌ علي الإجابة كون حلقاته تطبخ في دهاليز مغلقة، بيدَ أنّ بعض الكتابات الإبداعية في مقدورها أن تجيب عليها وتكشف أسرارها، أمّا رواية فاطمة الحسّاني فتغوص في جحيم الغربة والمهجر هادئة من دون جلبة أو صراخ.
[center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شكراً أيتها المصادفة.. رواية الإقامة والهجرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحبك أيتها الخائنة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جرآح :: { ! < ..المنتديات الأدبية ..> ! } :: ::| م ـنتـدى القصص و الروايات |::-
انتقل الى: