نشر موقع (سورة سينما) تقريراً عن مهرجان برلين السينمائي الدولي الأخير جاء في مقدمته: الإرهاب، جرائم الشرف، والتطرف هي بعض من المواضيع التي تناولتها الأعمال السينمائية المشاركة في مهرجان برلين السينمائي الدولي الأخير على شكل كليشة، إلا أن المشاركة الإسلامية هذا العام والمتمثلة في عدد من الأفلام مثل (الشهادة) و(إسمي خان) وغيرها من أعمال السينمائيين المسلمين إتسمت بسمة بارزة هي عرض صورة جديدة عن الإسلام والمسلمين هي غير تلك التي تقدمها وسائل الإعلام للمتلقي.
ونقل التقرير المأخوذ من موقع مجلة (هوليوود ريبورتر) عن (برهان قرباني) مخرج فيلم (الشهادة) تصريحه قائلاً: بعد مضي ما يقرب من عشر سنوات على حادثة الحادي عشر من سبتمبر بدأت العناوين ذات الصلة بهذه الحادثة تنتقل من الصحف إلى السينما لتصبح عناوين سينمائية.
ويروي فيلم الشهادة قصة ثلاثة مسلمين يعيشون في المانيا ويناضلون من أجل الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية. ويتناول الفيلم نظرة الإسلام تجاه بعض المظاهر الإجتماعية المثيرة للجدل الموجودة في ثقافة المجتمعات المسيحية وطريقة تعامل المسلمين الذين يعيشون في تلك البلدان مع تلك المظاهر.
ويقول قرباني وهو الماني من أصول أفغانية نشأ وترعرع في ألمانيا: في طفولتي تعلمت أدعية المسيحيين في صلواتهم قبل أن أتعلم سورة الفاتحة. إن الفيلم يتطرق إلى التناقضات الموجودة بين الثقافتين وإلى المشاكل التي تعترض الشخص أثناء معيشته وسط أجواء ثقافية هي غير الثقافة الأصلية التي ينتمي إليها في الواقع؛ بعبارة أخرى يتطرق الفيلم إلى التغيير الذي يطرأ على هوية الشخص وإنتمائه الثقافي.
ويضيف قرباني قائلاً: إن الكليشات التي يستخدمها الإعلام قوية جداً. أنا مسلم لكني أود القول بأننا نحن المسلمين في الغالب لا نشعر برغبة في متابعة ما يبثه الإعلام. نحن فقط غارقون في خشيتنا وخوفنا من هذه الثقافة الجديدة التي لم نقم بأي تحقيق بشأنها ولا نقوم بتوجيه أية تساؤلات حولها. هذا الفيلم في تصوري هو محاولة لإدخال الإسلام في تعامل مع المجتمع والبدء في حوار يدفع الناس إلى التباحث بشأن هذا الدين.
من جانب آخر يشارك (شاهروخ خان) النجم السينمائي الهندي المسلم بفيلم في مهرجان برلين يختلف كل الإختلاف عن نمط أفلام بوليوود هو (إسمي خان) يروي قصة رجل يتعرض للإعتقال والتحقيق في إحدى المطارات لمجرد كونه يحمل إسماً يشبه أسماء المسلمين.
وهناك فيلم آخر هو (على الطريق) للمخرجة البوسنية (ياسميلا زبانيك) يتناول موقف البوسنة من فكر الأصولية الإسلامية. والفيلم يحاول العثور على الأيادي الحقيقية الخفية المختفية خلف كواليس العناوين المثيرة للمشاعر في وسائل الإعلام، شأنه في ذلك شأن فيلم (الشهادة).
ولكن ربما كان فيلم (عندما نغادر) للمخرج النمساوي (فيو آلاداك) الأكثر إثارة للجدل في مهرجان برلين السينمائي الدولي لكونه يتناول أحد المواضيع المثيرة للجدل بشأن العالم الإسلامي ألا وهو (جرائم الشرف)، لكنه في نهاية الأمر يوضح بأنه على نقيض ما يروج له الإعلام الغربي فإن حوادث وجرائم كهذه ليست لها أية صلة بالإيديولجية الدينية الإسلامية.
يقول هذا المخرج النمساوي: إن القتل من أجل الشرف ظاهرة سبقت الإسلام وجميع الأديان الأخرى وإن القرآن وهو الكتاب المقدس للمسلمين ليست فيه أية إشارة إلى هذا الأمر، وإن ما يثار حول هذا الموضوع اليوم لا يتعدى عن كونه مجرد تحريف دنيء لتعاليم الدين.
وحول الطريقة التي يتعامل بها الإعلام مع الإسلام تقول المخرجة البوسنية (زبانيك): إن الأسلوب الذي يتعامل به الإعلام مع الإسلام يتسم بأنه بالأبيض والأسود وأنه لا يوجد هناك من يتحدث عن الإسلام بصورة واقعية وبجدية. وتضيف هذه المخرجة قائلة: أتمنى أن يشكل فيلمي نقطة لبدء حوار. كما أتمنى أن يتمكن المتلقي في هذا المهرجان من التعرف على جميع جوانب القضية ليكون في مقدوره إصدار الحكم بنزاهة. جدير بالذكر أن مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته الستين قد أقيم في الفترة من 11 لغاية 21 شباط/ فبراير[center]